رحلة التجارة والأمل

قصة أسرة آل باوزير والتجار الحضارم في أرض الصومال وأفريقيا

مقدمة:
في بحر الحكايات العربية والإسلامية، تبرز قصة التجار الحضارم كلمح من لمحات الماضي المجيد، حيث جالوا الأرض شرقًا وغربًا بحثًا عن فرص للتجارة ونشر الثقافة والدين. في هذه المقالة، نستعرض رحلة أسرة باوزير العريقة، وكيف سطروا قصة نجاح فريدة من نوعها عبر الأزمان والمكان، من قلب اليمن وحضرموت إلى أفريقيا الواسعة، وصولًا إلى المملكة العربية السعودية.

الأصول والنشأة:
تعود جذور أسرة باوزير إلى حضرموت، اليمن، حيث تربت على حب التجارة. في عمق التاريخ، كانت حضرموت مركزًا للتجار الذين يحملون بضائعهم عبر الصحاري القاحلة والبحار المتلاطمة، متخطين كل التحديات نحو آفاق جديدة.

الهجرة إلى أفريقيا:
قبل مائة عام، بدأت رحلة التجار الحضارم، بما فيهم أسرة باوزير، إلى أفريقيا، حيث كانت القارة في ذلك الوقت تعج بالفرص والإمكانيات والذهب وبدافع من البحث عن التجارة والرزق وكذلك نشر الدين والثقافة الإسلامية، استقروا في الصومال وأجزاء أخرى من إفريقيا. هناك، لم يقتصروا فقط على التجارة بل ساهموا في النهضة الاقتصادية والثقافية للمجتمعات الأفريقية.

الإسهامات الكبيرة والصدقات:
التجار الحضارم ومن ضمنهم أسرة باوزير، كانوا معروفين بكرمهم وإيمانهم العميق بأهمية الصدقة. من ثروتهم التي جنوها في الدول الأفريقية، كانوا يرسلون الصدقات إلى بلادهم في الجزيرة العربية، التي كانت تعاني من الفقر آنذاك.

الانتقال إلى السعودية عام 1983:
على إثر تغيرات سياسية واقتصادية، قررت أسرة باوزير في الثمانينيات الانتقال إلى المملكة العربية السعودية. رغم ترك أفريقيا التي كانت تزخر بالذكريات والإنجازات، إلا أن الأسرة اختارت البحث عن آفاق جديدة وفرص أخرى في أرض الحرمين الشريفين.